مقدمة
تبدأ القصة مذ حل البشر (ذكوراً و إناثاً) في هذه الأرض، و كعادتنا - نحن بني البشر - فإنه من الفطري بالنسبة لنا أن نختلق المشاكل و المعضلات لنجد ما نتناقش حوله في محافلنا الآدمية :?: ، و من جملة ما تفتقت عنه قرائح البشر وأتحفتنا به أفكارهم هو ما الفرق بين ذلك و تلك، ما الفرق بين الرجل :king: و المرأة :queen: ، ثم ما لبث أن دخل علماء الأعصاب المعمعة و قد شمروا السواعد و شحذوا الهمم و و شنفوا الآذان و المحاجر و تآلفوا و اجتمعت كلمتهم على أن يجدوا الفوارق بين الدماغين :bom:
و يحق لأدمغتنا أن تتساءل لاهثة: إلام توصل أولئك العصبيون......و محاولة الإجابة عن ذلك في السطور التالية التي أعددت مسوداتها في نيسان من عام 2002 و قد قمت بزيادتها و تنقيحها سائلاً رب العروش أن تكون عند حسن ظن قارئيها. :arrow:
استهلال لا بد منه
برز في فترة من الفترات من يجادل بحماقة حول فكرة وزن الدماغ الذكري و مقارنته بنظيره الأنثوي، مدعياً أن هذا الاختلاف في الوزن دلالة أكيدة على وجود فوارق بين الجنسين :!: . و الإجابة على ما سبق بينة واضحة و الحجة مردودة على أعقابها إذا أخذنا في الحسبان نسبة وزن الدماغ إلى وزن الجسم الذي يقطن فيه هذا الدماغ.
و في السنوات المنصرمة حديثاً بينت الأبحاث و الدراسات وجود اختلافات في التعضي الدماغي بين ذكور و إناث الكائنات البشرية، و هذا الاختلاف لم يتجل فقط على المستوى الوظيفي بل تعداه إلى المستوى التشريحي العضوي. و أؤكد ههنا بإصرار و إلحاح على أن ما سيرد من نتائج يعبر عن معلومات إحصائية و بالتالي فالنتائج تعكس لنا ملامح الاختلاف عند أغلب و ليس كل الناس. إضافة إلى كون هذه النتائج تعبر عن آراء الباحثين الذين حصلوا عليها و ما أنا إلا بجامع لهذه المعلومات من هنا و هناك.
وجهة النظر التطورية
يصر جماعة علم التطور و خاصة (Joseph R) على صحة الافتراض التالي:
في الماضي السحيق و عندما كان البشر متوحشين يقطنون الكهوف و المغارات كان الذكور و الإناث متشابهين ما عدا الاختلاف في أجهزة التناسل، و بما أن الطبيعة كلفت النساء :queen: بمتاعب الحمل و الولادة فقد ترتب على ذلك وبسبب كبر رأس الجنين أن حدثت زيادة في أقطار الحوض الأنثوي مما خلق مشكلة للنساء أثناء الركض بحثاً عن الطرائد فهذا الحوض العريض أدى إلى تباعد النواحي العلوية لعظمي الفخذ مما خفض من قدرته على تقديم دعم ميكانيكي ملائم للركض السريع مما عرض النساء لأنواع خطيرة من الكسور -تشاهد هذه الكسور حتى الآن عند النساء في القوات المسلحة بعد تدريبات شاقة- و عندها عزمت النسوة على البقاء في منازلهن و اضطر الرجال إلى الخروج لوحدهم للصيد و جلب الطعام.
و من نتائج جلوس المرأة في المنزل -بيئة صغيرة- فقد تطور لديها دافع نحو التجمع و التآلف الاجتماعي مع نسوة أخريات -جيران- :P و بالتأكيد فإن هذه التجمعات لم تكن صامتة بل لقد ساهمت و بشكل فعال -و واضح و صارخ- في تطور القشرة المخية المسؤولة عن القدرات الكلامية (Glass, 1993; Tanner, 1990; Joseph, 1992) إضافة إلى تطور مهارات استعمال اليدين :bball: في صنع أدوات منزلية صغيرة و اتساع الباحات الدماغية المسؤولة عن المهارات الاجتماعية العاطفية
أما الرجال فكان عليهم الاختباء طيلة النهار مترقبين في صمت و حكمة تلك الحيوانات لاصطيادها مع تطور مهارات استعمال يد واحدة وتراجع القدرات الكلامية :silent: و اتساع الباحات الدماغية القشرية المسؤولة عن المهارات الحيزية البصرية :shock:
و مع مرور الدهور و تلاحق العصور توارثت الحفيدات مورثات الجدات و توارث الأحفاد مورثات الأجداد
طرائق الاختبار اعتمد العلماء بشكل عام على استخدام بعض الاختبارات بهدف دراسة هذه الفوارق
الاختبارات الحيزية المكانية: و تستلزم إجراء مناورات ثلاثية الأبعاد كتدوير مجسم في الهواء، تذكر و تمييز أجسام ثلاثية الأبعاد، تمييز صورة مموهة، بناء صور ثلاثية أبعاد بدءاً من ثنائية، تذكر الاتجاهات و الطرق .
الاختبارات اليدوية الدقيقة كوضع مجموعة من الدبابيس في ثقوب صغيرة متتالية و اختبارات التسديد إلى الهدف و خاصة الأهداف المتحركة اختبارات التفكير الرياضي: كحل المسائل الرياضية و القيام بالعمليات الحسابية واختبارات الطلاقة الفكرية كايجاد مجموعة من الكلمات التي تبدأ بحرف معين أو ايجاد الأخطاء العشرة بين لوحتين
نتائج الفوارق الوظيفية
من خلال الدراسات الإحصائية فقد تبين ما يلي:
• يبرع الرجال في الاختبارات الحيزية المكانية (Levy and Heller, 1992; Kimura, 1993; Joseph, 1992) فقط 25% من النساء يتخطين المعدل في هذه الاختبارات (Harris 1978) ، و لكن عند وضع ذكور الفئران في بيئة محددة و إناثها في بيئة غنية فإن نتائج الاختبارات تصبح شبه متقاربة و عند وضع الفئران في نفس البيئة تتفوق ذكورها و بالتالي فقد تم نفي دور البيئة في ظهور هذه الفوارق (Joseph and Gallagher, 1978). و هنا يجدر التنويه إلى اختلاف الطريقة التي يتبعها كل من الدماغين في في تمييز الطرق و البحث ضمن المتاهات، فالأنثى بشكل عام تعتمد على الدالات البصرية و نقاط العلام في تمييز الموقع و الوصول إلى الهدف فعلى سبيل المثال تستدل على بيت فلانة برط موقع البيت مع لوحة إعلانية معينة أو دكان معين ، و بالعكس لا يؤمن الذكور بهذه الطريقة الأنثوية في الاستدلال بل يعتمدون بشكل عام على الاتجاهات و الإحداثيات الرقمية، مثلاً إن بيت فلان من الناس يقع في الشارع الثالث من جهة اليمين.......
:arrow:
• تبرع النسوة في الأعمال اليدوية التي تستلزم الدقة و الصبر و المثابرة (Kimura, 1992) (لا أدر لم معظم الجراحين من الذكور)
:bball:
• تبرع النسوة في اختبارات التفكير الرياضي في حال اقتصار ذلك على القيام بالعمليات الحسابية بينما يكون الرجال أكثر تفوقاً في حال وضعت تلك العمليات ضمن مسألة رياضية و يتماشى ذلك مع حقيقة تفوق الرجال في مجال الرياضيات (Benbo)
:scratch:
• تبرع النسوة في اختبارات الطلاقة الفكرية (Broverman et al, 1968; Harris, 1978; Levy and Heller, 1992) كما أن النسوة يعانين من الرتة بشكل أقل من الذكور (Corballis and Beale, 1983)
:P
العوامل المؤثرة في النتائج بشكل عام يكون أداء الرجال في هذه الاختبارات أفضل بوجود مستويات منخفضة من التستوسترون و بشكل معاكس يكون أداء النساء في هذه الاختبارات أفضل بوجود مستويات مرتفعة من التستوسترون (Kimura, 1993)
و يبدو ذلك واضحاً في الاختبارات الاستعرافية حيث وجدت علاقة بين مستوى الأداء و الدورة الطمثية حيث تكون النتائج أسوأ ما يمكن في مرحلة الطمث، بينما يتغير أداء الرجال بشكل سنوي و أفضل ما يكون أداؤهم في فصل الربيع
الذكاء
لوحظ عند إجراء اختبارات الذكاء أن نتائج الإناث تميل للتجمع بشكل كثيف في المنطقة الوسطى من السلم المعياري مع شذوذات باتجاه الذكاء فوق و تحت الطبيعي، بينما تتوزع نتائج الذكور على طول السلم المعياري وبشكل أقل كثافة مع نسبة أعلى من الذكور ذوي الذكاء فوق و تحت الطبيعي، وأستطيع ترجمة ما سبق وفق لغتنا الدارجة -تجاوزاً- بأن النساء يملكن نصف عقل و لكن الرجال إما أن يملكوا أو لا يملكوا عقلاً بالأصل.
التفوق الكلامي الأنثوي
و الآن لننطلق للتمعن في أسلوب الكلام و الإلقاء عند كل من الدماغين:
بشكل عام تهدف الأنثى عند دخولها مناظرة كلامية إلى تحريك عضلات البلعوم و اللسان واضعة نصب عينيها التكلم بأكبر عدد ممكن من الكلمات ذات الشحن العاطفي الانفعالي العالي و بأسرع تواتر متوفر متبعة أسلوب تغيير النبرة و موسيقى الكلام و حين ترغب بتوكيد فكرة فإنها و ببساطة تقوم باتباع سياسة لفظية أكثر حناناً و ذات تلون موسيقي أشد :P ............و على الطرف الآخر نجد الذكور يجهدون مع باحاتهم الكلامية ذات القدرة المحدودة على المناورة في طرح أفكارهم ذات الطابع الأكثر علمية و المتجحفلة بحشود من التصويرات الطرزانية العارضة للعضلات -و إن كان ذلك يتم في أيامنا الحالية بشكل أكثر حضارية- و حين ينوون توكيد فكرة فإن أفضل درب إلى ذلك هو حث الحنجرة على إصدار أصوات أكثر خشونة وأكثر علواً مترافقة مع حركات إصرارية من الطرفين العلويين :x .........في النهاية كل يعرض ما لديه من بهرجات دماغية معتقداً أنها الأفضل للإقناع وأحياناً الايقاع........و أعتقد أن كلاً من الطرفين قد نجح في ذلك، و يثبت ذلك نظرة خاطفة إلى أحداث التاريخ البشري.
السلوك العام
الذكور أكثر عدوانية في تصرفاتهم فمنهم من يمارس سلوكاً عدائياً واضحاً عن طريق اختلاق المشاكل و الخلافات و منهم من يبحث عن طرق أكثر حضارية لتفريغ هذه الشحنات (ألعاب صبيانية-ألعاب الفيديو العنيفة-أفلام العنف-الرياضات العنيفة) أو اتباع سلوك حياتي تنافسي في ظروف لا تتطلب ذلك. و إن ظهور هذا السلوك العدائي الذكري مستقل عن مرحلة البلوغ فصغار الرئيسات تبدي ذلك منذ الأشهر الأولى من حياتها.
تميل الإناث إلى تذكر الذكريات ذات المحتوى الانفعالي العاطفي بينما يميل الذكور إلى تذكر ذكريات و وقائع رقمية أكثر منطقية -من وجهة نظر الدماغ الذكري على الأقل-
:drunken:
أمراض عصبية نفسية ذكرية و أخرى أنثوية
الرجال أكثر تعرضاً للإصابة بالحبسة الكلامية، عسر القراءة، عسر الكتابة، كما أن الإناث يتعلمن القراءة و الكتابة بشكل أسرع من الذكور و تكون إنجازاتهن المدرسية في مجالي القراءة و الكتابة أفضل من الذكور (Lewis and Hoover, 1983)
تميل الإناث للإصابة بالاكتئاب بنسبة أكبر من الذكور، و لذلك علاقة بعوامل هرمونية و تغيرات الظروف و الضغوط الحياتية و لكن كما بين (Hier et al, 1994) أنهن أكثر تعرضاً لاضطرابات الشريان المخي الأمامي (خاصة الصمية منها) و الاضطرابات البسيطة جداً في الدوران الدموي في هذا الشريان تعطي صورة مشابهة لتظاهرات الاكتئاب.
الذكور أكثر تعرضاً للإصابة بالاكتئاب في المراحل المبكرة من العمر (Szymanski et al, 1995)، كما أن المرضى الذكور يستلزمون استشفاء أطول و ينكسون بشكل أكبر، و قد عزي ذلك إلى دور الشدة و الرضوض النفسية التي يتعرض لها الرجال بشكل أكبر و في مراحل عمرية أصغر مقارنة مع الإناث.
و الإناث أكثر تعرضاً للإصابة بالهستيريا و متلازمة التعب المزمن حيث يصبن باضطرابات المزاج (Mollica, 1989) أكثر من الرجال بمرتين إلى ثلاث مرات.
:study:
خاتمة
إن وجود فوارق بين أدمغة الإناث و الذكور من بني آدم لا يعني و لا بأي حال تفوق دماغ الذكر على دماغ الأنثى (أو العكس)، و إنما يدل على حكمة جليلة تظهر مكامن التكامل و التآلف و كيف أن لكل منهما حدود و مواطن ضعف لا تقوى و تدعم إلا بوجود الآخر سواء كان أماً أو أباً، زوجاً أو زوجة.
و أقول أخيراً إن الطباخين، الخياطين، الحلاقين، جامعي الضرائب، الاقتصاديين، السياسيين، المصلحين، رجال الدين، المخربين، المجرمين، لاعبي كرة القدم و السلة، و معد هذا المقال كلهم رجال..........و لكن الأم تبقى أولاً وأخيراً........ امرأة.
الدكتور محمد طلال فاعل
منقول
تبدأ القصة مذ حل البشر (ذكوراً و إناثاً) في هذه الأرض، و كعادتنا - نحن بني البشر - فإنه من الفطري بالنسبة لنا أن نختلق المشاكل و المعضلات لنجد ما نتناقش حوله في محافلنا الآدمية :?: ، و من جملة ما تفتقت عنه قرائح البشر وأتحفتنا به أفكارهم هو ما الفرق بين ذلك و تلك، ما الفرق بين الرجل :king: و المرأة :queen: ، ثم ما لبث أن دخل علماء الأعصاب المعمعة و قد شمروا السواعد و شحذوا الهمم و و شنفوا الآذان و المحاجر و تآلفوا و اجتمعت كلمتهم على أن يجدوا الفوارق بين الدماغين :bom:
و يحق لأدمغتنا أن تتساءل لاهثة: إلام توصل أولئك العصبيون......و محاولة الإجابة عن ذلك في السطور التالية التي أعددت مسوداتها في نيسان من عام 2002 و قد قمت بزيادتها و تنقيحها سائلاً رب العروش أن تكون عند حسن ظن قارئيها. :arrow:
استهلال لا بد منه
برز في فترة من الفترات من يجادل بحماقة حول فكرة وزن الدماغ الذكري و مقارنته بنظيره الأنثوي، مدعياً أن هذا الاختلاف في الوزن دلالة أكيدة على وجود فوارق بين الجنسين :!: . و الإجابة على ما سبق بينة واضحة و الحجة مردودة على أعقابها إذا أخذنا في الحسبان نسبة وزن الدماغ إلى وزن الجسم الذي يقطن فيه هذا الدماغ.
و في السنوات المنصرمة حديثاً بينت الأبحاث و الدراسات وجود اختلافات في التعضي الدماغي بين ذكور و إناث الكائنات البشرية، و هذا الاختلاف لم يتجل فقط على المستوى الوظيفي بل تعداه إلى المستوى التشريحي العضوي. و أؤكد ههنا بإصرار و إلحاح على أن ما سيرد من نتائج يعبر عن معلومات إحصائية و بالتالي فالنتائج تعكس لنا ملامح الاختلاف عند أغلب و ليس كل الناس. إضافة إلى كون هذه النتائج تعبر عن آراء الباحثين الذين حصلوا عليها و ما أنا إلا بجامع لهذه المعلومات من هنا و هناك.
وجهة النظر التطورية
يصر جماعة علم التطور و خاصة (Joseph R) على صحة الافتراض التالي:
في الماضي السحيق و عندما كان البشر متوحشين يقطنون الكهوف و المغارات كان الذكور و الإناث متشابهين ما عدا الاختلاف في أجهزة التناسل، و بما أن الطبيعة كلفت النساء :queen: بمتاعب الحمل و الولادة فقد ترتب على ذلك وبسبب كبر رأس الجنين أن حدثت زيادة في أقطار الحوض الأنثوي مما خلق مشكلة للنساء أثناء الركض بحثاً عن الطرائد فهذا الحوض العريض أدى إلى تباعد النواحي العلوية لعظمي الفخذ مما خفض من قدرته على تقديم دعم ميكانيكي ملائم للركض السريع مما عرض النساء لأنواع خطيرة من الكسور -تشاهد هذه الكسور حتى الآن عند النساء في القوات المسلحة بعد تدريبات شاقة- و عندها عزمت النسوة على البقاء في منازلهن و اضطر الرجال إلى الخروج لوحدهم للصيد و جلب الطعام.
و من نتائج جلوس المرأة في المنزل -بيئة صغيرة- فقد تطور لديها دافع نحو التجمع و التآلف الاجتماعي مع نسوة أخريات -جيران- :P و بالتأكيد فإن هذه التجمعات لم تكن صامتة بل لقد ساهمت و بشكل فعال -و واضح و صارخ- في تطور القشرة المخية المسؤولة عن القدرات الكلامية (Glass, 1993; Tanner, 1990; Joseph, 1992) إضافة إلى تطور مهارات استعمال اليدين :bball: في صنع أدوات منزلية صغيرة و اتساع الباحات الدماغية المسؤولة عن المهارات الاجتماعية العاطفية
أما الرجال فكان عليهم الاختباء طيلة النهار مترقبين في صمت و حكمة تلك الحيوانات لاصطيادها مع تطور مهارات استعمال يد واحدة وتراجع القدرات الكلامية :silent: و اتساع الباحات الدماغية القشرية المسؤولة عن المهارات الحيزية البصرية :shock:
و مع مرور الدهور و تلاحق العصور توارثت الحفيدات مورثات الجدات و توارث الأحفاد مورثات الأجداد
طرائق الاختبار اعتمد العلماء بشكل عام على استخدام بعض الاختبارات بهدف دراسة هذه الفوارق
الاختبارات الحيزية المكانية: و تستلزم إجراء مناورات ثلاثية الأبعاد كتدوير مجسم في الهواء، تذكر و تمييز أجسام ثلاثية الأبعاد، تمييز صورة مموهة، بناء صور ثلاثية أبعاد بدءاً من ثنائية، تذكر الاتجاهات و الطرق .
الاختبارات اليدوية الدقيقة كوضع مجموعة من الدبابيس في ثقوب صغيرة متتالية و اختبارات التسديد إلى الهدف و خاصة الأهداف المتحركة اختبارات التفكير الرياضي: كحل المسائل الرياضية و القيام بالعمليات الحسابية واختبارات الطلاقة الفكرية كايجاد مجموعة من الكلمات التي تبدأ بحرف معين أو ايجاد الأخطاء العشرة بين لوحتين
نتائج الفوارق الوظيفية
من خلال الدراسات الإحصائية فقد تبين ما يلي:
• يبرع الرجال في الاختبارات الحيزية المكانية (Levy and Heller, 1992; Kimura, 1993; Joseph, 1992) فقط 25% من النساء يتخطين المعدل في هذه الاختبارات (Harris 1978) ، و لكن عند وضع ذكور الفئران في بيئة محددة و إناثها في بيئة غنية فإن نتائج الاختبارات تصبح شبه متقاربة و عند وضع الفئران في نفس البيئة تتفوق ذكورها و بالتالي فقد تم نفي دور البيئة في ظهور هذه الفوارق (Joseph and Gallagher, 1978). و هنا يجدر التنويه إلى اختلاف الطريقة التي يتبعها كل من الدماغين في في تمييز الطرق و البحث ضمن المتاهات، فالأنثى بشكل عام تعتمد على الدالات البصرية و نقاط العلام في تمييز الموقع و الوصول إلى الهدف فعلى سبيل المثال تستدل على بيت فلانة برط موقع البيت مع لوحة إعلانية معينة أو دكان معين ، و بالعكس لا يؤمن الذكور بهذه الطريقة الأنثوية في الاستدلال بل يعتمدون بشكل عام على الاتجاهات و الإحداثيات الرقمية، مثلاً إن بيت فلان من الناس يقع في الشارع الثالث من جهة اليمين.......
:arrow:
• تبرع النسوة في الأعمال اليدوية التي تستلزم الدقة و الصبر و المثابرة (Kimura, 1992) (لا أدر لم معظم الجراحين من الذكور)
:bball:
• تبرع النسوة في اختبارات التفكير الرياضي في حال اقتصار ذلك على القيام بالعمليات الحسابية بينما يكون الرجال أكثر تفوقاً في حال وضعت تلك العمليات ضمن مسألة رياضية و يتماشى ذلك مع حقيقة تفوق الرجال في مجال الرياضيات (Benbo)
:scratch:
• تبرع النسوة في اختبارات الطلاقة الفكرية (Broverman et al, 1968; Harris, 1978; Levy and Heller, 1992) كما أن النسوة يعانين من الرتة بشكل أقل من الذكور (Corballis and Beale, 1983)
:P
العوامل المؤثرة في النتائج بشكل عام يكون أداء الرجال في هذه الاختبارات أفضل بوجود مستويات منخفضة من التستوسترون و بشكل معاكس يكون أداء النساء في هذه الاختبارات أفضل بوجود مستويات مرتفعة من التستوسترون (Kimura, 1993)
و يبدو ذلك واضحاً في الاختبارات الاستعرافية حيث وجدت علاقة بين مستوى الأداء و الدورة الطمثية حيث تكون النتائج أسوأ ما يمكن في مرحلة الطمث، بينما يتغير أداء الرجال بشكل سنوي و أفضل ما يكون أداؤهم في فصل الربيع
الذكاء
لوحظ عند إجراء اختبارات الذكاء أن نتائج الإناث تميل للتجمع بشكل كثيف في المنطقة الوسطى من السلم المعياري مع شذوذات باتجاه الذكاء فوق و تحت الطبيعي، بينما تتوزع نتائج الذكور على طول السلم المعياري وبشكل أقل كثافة مع نسبة أعلى من الذكور ذوي الذكاء فوق و تحت الطبيعي، وأستطيع ترجمة ما سبق وفق لغتنا الدارجة -تجاوزاً- بأن النساء يملكن نصف عقل و لكن الرجال إما أن يملكوا أو لا يملكوا عقلاً بالأصل.
التفوق الكلامي الأنثوي
و الآن لننطلق للتمعن في أسلوب الكلام و الإلقاء عند كل من الدماغين:
بشكل عام تهدف الأنثى عند دخولها مناظرة كلامية إلى تحريك عضلات البلعوم و اللسان واضعة نصب عينيها التكلم بأكبر عدد ممكن من الكلمات ذات الشحن العاطفي الانفعالي العالي و بأسرع تواتر متوفر متبعة أسلوب تغيير النبرة و موسيقى الكلام و حين ترغب بتوكيد فكرة فإنها و ببساطة تقوم باتباع سياسة لفظية أكثر حناناً و ذات تلون موسيقي أشد :P ............و على الطرف الآخر نجد الذكور يجهدون مع باحاتهم الكلامية ذات القدرة المحدودة على المناورة في طرح أفكارهم ذات الطابع الأكثر علمية و المتجحفلة بحشود من التصويرات الطرزانية العارضة للعضلات -و إن كان ذلك يتم في أيامنا الحالية بشكل أكثر حضارية- و حين ينوون توكيد فكرة فإن أفضل درب إلى ذلك هو حث الحنجرة على إصدار أصوات أكثر خشونة وأكثر علواً مترافقة مع حركات إصرارية من الطرفين العلويين :x .........في النهاية كل يعرض ما لديه من بهرجات دماغية معتقداً أنها الأفضل للإقناع وأحياناً الايقاع........و أعتقد أن كلاً من الطرفين قد نجح في ذلك، و يثبت ذلك نظرة خاطفة إلى أحداث التاريخ البشري.
السلوك العام
الذكور أكثر عدوانية في تصرفاتهم فمنهم من يمارس سلوكاً عدائياً واضحاً عن طريق اختلاق المشاكل و الخلافات و منهم من يبحث عن طرق أكثر حضارية لتفريغ هذه الشحنات (ألعاب صبيانية-ألعاب الفيديو العنيفة-أفلام العنف-الرياضات العنيفة) أو اتباع سلوك حياتي تنافسي في ظروف لا تتطلب ذلك. و إن ظهور هذا السلوك العدائي الذكري مستقل عن مرحلة البلوغ فصغار الرئيسات تبدي ذلك منذ الأشهر الأولى من حياتها.
تميل الإناث إلى تذكر الذكريات ذات المحتوى الانفعالي العاطفي بينما يميل الذكور إلى تذكر ذكريات و وقائع رقمية أكثر منطقية -من وجهة نظر الدماغ الذكري على الأقل-
:drunken:
أمراض عصبية نفسية ذكرية و أخرى أنثوية
الرجال أكثر تعرضاً للإصابة بالحبسة الكلامية، عسر القراءة، عسر الكتابة، كما أن الإناث يتعلمن القراءة و الكتابة بشكل أسرع من الذكور و تكون إنجازاتهن المدرسية في مجالي القراءة و الكتابة أفضل من الذكور (Lewis and Hoover, 1983)
تميل الإناث للإصابة بالاكتئاب بنسبة أكبر من الذكور، و لذلك علاقة بعوامل هرمونية و تغيرات الظروف و الضغوط الحياتية و لكن كما بين (Hier et al, 1994) أنهن أكثر تعرضاً لاضطرابات الشريان المخي الأمامي (خاصة الصمية منها) و الاضطرابات البسيطة جداً في الدوران الدموي في هذا الشريان تعطي صورة مشابهة لتظاهرات الاكتئاب.
الذكور أكثر تعرضاً للإصابة بالاكتئاب في المراحل المبكرة من العمر (Szymanski et al, 1995)، كما أن المرضى الذكور يستلزمون استشفاء أطول و ينكسون بشكل أكبر، و قد عزي ذلك إلى دور الشدة و الرضوض النفسية التي يتعرض لها الرجال بشكل أكبر و في مراحل عمرية أصغر مقارنة مع الإناث.
و الإناث أكثر تعرضاً للإصابة بالهستيريا و متلازمة التعب المزمن حيث يصبن باضطرابات المزاج (Mollica, 1989) أكثر من الرجال بمرتين إلى ثلاث مرات.
:study:
خاتمة
إن وجود فوارق بين أدمغة الإناث و الذكور من بني آدم لا يعني و لا بأي حال تفوق دماغ الذكر على دماغ الأنثى (أو العكس)، و إنما يدل على حكمة جليلة تظهر مكامن التكامل و التآلف و كيف أن لكل منهما حدود و مواطن ضعف لا تقوى و تدعم إلا بوجود الآخر سواء كان أماً أو أباً، زوجاً أو زوجة.
و أقول أخيراً إن الطباخين، الخياطين، الحلاقين، جامعي الضرائب، الاقتصاديين، السياسيين، المصلحين، رجال الدين، المخربين، المجرمين، لاعبي كرة القدم و السلة، و معد هذا المقال كلهم رجال..........و لكن الأم تبقى أولاً وأخيراً........ امرأة.
الدكتور محمد طلال فاعل
منقول