الرهاب
Phobia
الرهاب خوف متأصل شديد، على نحو مفرط من شيء معين أو موقف. وتشمل أنواع الرُهاب الشائعة، الخوف من الزحام والظلام والأماكن المرتفعة، وبعض الحيوانات مثل القطط والثعابين أو العناكب. وقد يؤثر الرُهاب بشدة على حياة المرء، ولربما يقضي المصابون كثيرًا من أوقاتهم قلقين في مخادعهم، وقد يتملكهم الهلع الشديد من القيام بالأنشطة العادية.
وكثير من أنواع الرُهاب لها أسماء خاصة. فعلى سبيل المثال، يُسمى الخوف من الأماكن المرتفعة رُهاب النهايات، والفزع من المساحات المكشوفة يُعرف برُهاب الخلاء، والخوف من المساحات الضيقة، أو من الإحساس بالتطويق، يُسمي رُهاب الاحتجاز. ورُهاب القطط هو الخوف من القطط و رُهاب الأفاعي هو الخوف من الثعابين، ورُهاب العناكب هو الخوف من العناكب، وهناك أنواع أخرى من الرهاب تشمل رُهاب القاذورات وهو الخوف من القذارة والجراثيم، ورُهاب الأجانب وهو الخوف من الأجانب أو الغرباء.
ويستخدم اختصاصيو العلاج طرقًا مختلفة لمعالجة الرُهاب. وهناك أسلوبان من المعالجات الشائعة هما: التحليل النفسي والعلاج السلوكي، وهما يعتمدان على دراسة وتحليل الأسباب المختلفة للمشاكل.
اعتقد سيجموند فرويد النمساوي ومؤسس التحليل النفسي، أن أسباب الرُهاب والاضطرابات النفسية الأخرى، رغبات كامنة في اللاوعي. وحسب اعتقاد فرويد، فإن الأفراد يكتمون (يدفعون قسرًا إلى العقل الباطن) رغبات قد تم تعليمهم إياها على أنها سيئة. ويعتقد الفرويديون أن الرُهاب تعبير رمزي عن تلك المشاعر المكبوتة، مثل البواعث العدوانية، والدوافع الجنسية، وكذلك العقاب المرتبط بالمشاعر في اللاوعي. ويحاول اختصاصيو العلاج عن طريق التحليل النفسي للرهاب كشف مثل هذه المشاعر المكبوته بمساعدة المريض. ويعتقد المحللون النفسيون أنه عندما يفهم المريض المشاعر المكبوتة بشكل تام، فإن الخوف سوف يزول أو يصبح في حدود السيطرة.
ويعدّ العلاج السلوكي الطريقة الأكثر شيوعًا في علاج الرُهاب. ويقوم على الاعتقاد بأن الرُهاب استجابة مكتسبة، ويمكن عدم اكتسابه. وغالبًا ما يوظّف المعالجون المستخدمون للعلاج السلوكي، التقنيات التي تشمل تدريجيًا تعريض الشخص المصاب بالرهاب لما يخشاه. وهذا التعريض قد يحدث في الواقع أو في خيال الشخص. فمرضى رهاب الاحتجاز على سبيل المثال، قد يتخيلون أنفسهم في حجرات أصغر وأصغر، حتى أنهم يمكن أن يتصوروا مساحات بالغة الصغر دون وجود ما يقلق. وتعد تدريجية التعريض مُهمة في جعل العلاج فعّالا، وبدون ألم نسبيًا. ويجمع أسلوب تقني شائع، يُسمى إزالة التحسس المنتظم بين التعريض التدريجي والاسترخاء، أو تجارب أخرى، للتقليل من حدة الرُهاب.
ويسلك كثير من المعالجين الذين يعالجون الرُهاب، طريق العلاج الجماعي، إضافة إلى العلاج الفردي. ويُمكّن العلاج الجماعي مرضى الرُهاب من التحدث مع الآخرين الذين يشعرون بالمخاوف نفسها، والتعلم بعضهم من بعض. ويستخدم بعض المعالجين أيضًا، التنويم المغنطيسي لمساعدة مرضى الرُهاب على مواجهة مخاوفهم.