ان كثيرا من صغار وكبار السن يعانون من نقص حاد وغير متوقع في مستوى فيتامين (ب 12) في الدم. وتجدر الاشارة الى ان فيتامين (ب 12) ضروري لتكوين كريات الدم الحمراء والمحافظة على الاعصاب في الدماغ والحبل العصبي.
يوجد هذا الفيتامين فقط في الاغذية الحيوانية، ولذا فإن النقص فيه يوجد عند النباتيين الذين لا يأكلون الاغذية الحيوانية، وكما يوجد هذا النقص ايضا عند قليل من الناس الذين يعانون من نقص في عامل بروتيني يسمى (عامل انترنسك) (intrensic factor) بسبب عدم قدرة المعدة على انتاجه.
ومهمة هذا العامل هي ان يتحد مع فيتامين (ب 12) لكي يسهل امتصاصه من الامعاء الدقيقة.
ويوجد ايضا نقص حاد في فيتامين (ب 12) عند المرضى الذين تستأصل معدتهم، ولكن هذه الاسباب المذكورة اعلاه قليلة ونادرة وهنا يأتي السؤال:
لماذا هذا النقص في فيتامين (ب 12) عند كثير من الناس حتى اصبح وباء مع انهم يكثرون من تناول الاغذية الحيوانية؟
الجواب على هذا السؤال: هو انه يوجد اولا: خلل في الوظيفة الفسيولوجية للمعدة والخلل الآخر على مستوى الامعاء الدقيقة.
بالنسبة للخلل الاول، فيمكن تفسير نقص الفيتامين ب 12 في ان بعض الشباب وكبار السن لا تفرز معدتهم مستوى طبيعيا من حامض الهيدروكلوريك (حامض المعدة) بسبب الالتهابات المزمنة في المعدة الناتجة من عوامل عدة ومنها البكتيريا الحلزونية (h.pylori)، التي تحدث تغيرات في الغشاء المخاطي للمعدة مما يؤثر على الخلايا التي تفرز الحامض، كما ان افراز الحامض المعدي يقل كثيرا عند المرضى الذين يتناولون باستمرار الادوية لمعالجة الارتجاع المريئي.
والجدير بالذكر، فإن فيتامين ب 12 الموجود في اللحمة والدجاج والسمك يكون متحدا بقوة مع الالياف البروتينية ولكنه يكون اقل اتحادا مع البروتينات الموجودة في الالبان والاجبان، وتجدر الاشارة الى ان انزيم ببسين (pepsin) هو الذي يطلق ويحلل فيتامين ب 12 من الالياف البروتينية، وهذا الانزيم لا يعمل الا اذا وجدت كمية كافية من حامض المعدة ويكون ذا فعالية ممتازة عندما تكون نسبة الحامض المعدي ph من (1.8-3.5) ولا يكون له اي نشاط أو فعالية عندما تكون نسبة الحامض (ph5) أو اكثر، حيث توجد هذه النسبة عند المرضى الذين يعانون من نقص في فيتامين ب 12.
أما الخلل الآخر، فهو الزيادة في عدد ونشاط البكتيريا في الامعاء الدقيقة. هذا الخلل لا يسترعي الانتباه عادة ولكن يجب ان يشك فيه اذا اشتكى المريض من انتفاخات حادة ومزمنة وإسهالات بعد الاكل. ان بكتيريا الامعاء الدقيقة لا يمكن كشفها عن طريق زراعة البراز ولكن ممكن الكشف عن وجودها بواسطة فحص التنفس (لفحص نسبة الميثان والهيدروجين) لأن هذه البكتيريا تنتج (methan+hydrogen) وهذا يدل بأن النشويات في الامعاء قد تعرضت للتخمر بواسطة هذه البكتيريا.
ان زيادة البكتيريا بالامعاء الدقيقة تسبب نقصا واضحا في فيتامين ب 12 في الدم اذا تلتهم هذه البكتيريا هذا الفيتامين وتنتج مضادات لفيتامين ب 12 وتنتج ايضا مادة نيتروسامين (nitrosamines) التي بدورها تعيق امتصاص ب 12، ان زيادة البكتيريا بالامعاء الدقيقة يزداد مع تقدم السن وبالذات اعمار 80 سنة أو اكثر.
طبيعيا فإن عددا قليلا نسبيا من البكتيريا موجود في الامعاء الدقيقة (اي عشرة آلاف بكتيريا في كل ملليتر في السائل المعوي) ولكن هذا العدد يصبح اكثر من 100 بليون بكتيريا عند ازديادها ومعظمها بكتيريا باكترويد وكلوستريديا (bacteroids+clostredia) وممكن ان يصبح عدد البكتيريا في الامعاء الدقيقة مثل عددها ونوعيتها في الامعاء الغليظة التي تحتوي في العادة على بكتيريا يصل عددها الى 100 تيريليون خلية بكتيرية وهذا الرقم هو عشرة اضعاف الخلايا كلها.
ان اهم الاسباب التي تسبب تكاثر البكتيريا في الامعاء الدقيقة هي:
- نقص الحموضة في المعدة بسبب الالتهابات المزمنة في جدار المعدة أو بسبب الادوية التي تعطى باستمرار لعلاج الارتجاع المريئي، حيث ان نقص الحامض يساعد على مرور البكتيريا مع الطعام الى الامعاء الدقيقة، اذ ان وجود كفاية من هذا الحامض المعدي يقتل هذه البكتيريا.
- مرض كرونز crohns disease.
- الحالات المتقدمة من مرض السكري long standing diabetesmellitus.
- بعض الطفيليات في الامعاء مثل جارديا giardiasis.
- مرض الايدز.
- تلاصقات بالامعاء.
- مرض الذئبة الحمراء temic lupus erythematosis.
- التصلب اللوحي scleroderma.
- التهابات البنكرياس المزمنة.
- جيوب بالامعاء الدقية diverticulosis.
- قلة حركة الامعاء عند كبار السن.
- العلاج بالاشعة العميقة.
- نقص في هرمون الغدة الدرقية.
- تلاصقات الامعاء الدقيقة.
وفيما يلي خطوات وقائية لنقص ب 12:
1- فحص تقديري ونسبي لحالة الهيدروكلوريك.
2- فحص فيتامين ب 12 في وعند المرضى الذي يتناولون الادوية التي تقلل من افراز المعدة.
3- يجب ان يمزج فيتامين ب 12 الخبز والحبوب cereals كما هو متبع في الولايات المتحدة.
إن هذا النوع من فيتامين ب 12 يحتاج الى حامض المعدة لامتصاصه، وتجدر الاشارة إلى أن المتطلبات اليومية للانسان هي فقط 2-3 ميكروغرامات (micrograms 2-3) يوميا.
4- يجب علاج بكتيريا الامعاء الدقيقة بالمضادات الحيوية المناسبة، والجدير بالذكر فإن هذه البكتيريا لها مضاعفات اخرى كثيرة من امراض الجلد والحساسية.
5- يمكن الاكثار من منتجات الالبان قليلة الدسم لأن فيتامين ب 12 يتحرك وينطلق من جزئيات البروتين بسهولة نسبيا.
يوجد هذا الفيتامين فقط في الاغذية الحيوانية، ولذا فإن النقص فيه يوجد عند النباتيين الذين لا يأكلون الاغذية الحيوانية، وكما يوجد هذا النقص ايضا عند قليل من الناس الذين يعانون من نقص في عامل بروتيني يسمى (عامل انترنسك) (intrensic factor) بسبب عدم قدرة المعدة على انتاجه.
ومهمة هذا العامل هي ان يتحد مع فيتامين (ب 12) لكي يسهل امتصاصه من الامعاء الدقيقة.
ويوجد ايضا نقص حاد في فيتامين (ب 12) عند المرضى الذين تستأصل معدتهم، ولكن هذه الاسباب المذكورة اعلاه قليلة ونادرة وهنا يأتي السؤال:
لماذا هذا النقص في فيتامين (ب 12) عند كثير من الناس حتى اصبح وباء مع انهم يكثرون من تناول الاغذية الحيوانية؟
الجواب على هذا السؤال: هو انه يوجد اولا: خلل في الوظيفة الفسيولوجية للمعدة والخلل الآخر على مستوى الامعاء الدقيقة.
بالنسبة للخلل الاول، فيمكن تفسير نقص الفيتامين ب 12 في ان بعض الشباب وكبار السن لا تفرز معدتهم مستوى طبيعيا من حامض الهيدروكلوريك (حامض المعدة) بسبب الالتهابات المزمنة في المعدة الناتجة من عوامل عدة ومنها البكتيريا الحلزونية (h.pylori)، التي تحدث تغيرات في الغشاء المخاطي للمعدة مما يؤثر على الخلايا التي تفرز الحامض، كما ان افراز الحامض المعدي يقل كثيرا عند المرضى الذين يتناولون باستمرار الادوية لمعالجة الارتجاع المريئي.
والجدير بالذكر، فإن فيتامين ب 12 الموجود في اللحمة والدجاج والسمك يكون متحدا بقوة مع الالياف البروتينية ولكنه يكون اقل اتحادا مع البروتينات الموجودة في الالبان والاجبان، وتجدر الاشارة الى ان انزيم ببسين (pepsin) هو الذي يطلق ويحلل فيتامين ب 12 من الالياف البروتينية، وهذا الانزيم لا يعمل الا اذا وجدت كمية كافية من حامض المعدة ويكون ذا فعالية ممتازة عندما تكون نسبة الحامض المعدي ph من (1.8-3.5) ولا يكون له اي نشاط أو فعالية عندما تكون نسبة الحامض (ph5) أو اكثر، حيث توجد هذه النسبة عند المرضى الذين يعانون من نقص في فيتامين ب 12.
أما الخلل الآخر، فهو الزيادة في عدد ونشاط البكتيريا في الامعاء الدقيقة. هذا الخلل لا يسترعي الانتباه عادة ولكن يجب ان يشك فيه اذا اشتكى المريض من انتفاخات حادة ومزمنة وإسهالات بعد الاكل. ان بكتيريا الامعاء الدقيقة لا يمكن كشفها عن طريق زراعة البراز ولكن ممكن الكشف عن وجودها بواسطة فحص التنفس (لفحص نسبة الميثان والهيدروجين) لأن هذه البكتيريا تنتج (methan+hydrogen) وهذا يدل بأن النشويات في الامعاء قد تعرضت للتخمر بواسطة هذه البكتيريا.
ان زيادة البكتيريا بالامعاء الدقيقة تسبب نقصا واضحا في فيتامين ب 12 في الدم اذا تلتهم هذه البكتيريا هذا الفيتامين وتنتج مضادات لفيتامين ب 12 وتنتج ايضا مادة نيتروسامين (nitrosamines) التي بدورها تعيق امتصاص ب 12، ان زيادة البكتيريا بالامعاء الدقيقة يزداد مع تقدم السن وبالذات اعمار 80 سنة أو اكثر.
طبيعيا فإن عددا قليلا نسبيا من البكتيريا موجود في الامعاء الدقيقة (اي عشرة آلاف بكتيريا في كل ملليتر في السائل المعوي) ولكن هذا العدد يصبح اكثر من 100 بليون بكتيريا عند ازديادها ومعظمها بكتيريا باكترويد وكلوستريديا (bacteroids+clostredia) وممكن ان يصبح عدد البكتيريا في الامعاء الدقيقة مثل عددها ونوعيتها في الامعاء الغليظة التي تحتوي في العادة على بكتيريا يصل عددها الى 100 تيريليون خلية بكتيرية وهذا الرقم هو عشرة اضعاف الخلايا كلها.
ان اهم الاسباب التي تسبب تكاثر البكتيريا في الامعاء الدقيقة هي:
- نقص الحموضة في المعدة بسبب الالتهابات المزمنة في جدار المعدة أو بسبب الادوية التي تعطى باستمرار لعلاج الارتجاع المريئي، حيث ان نقص الحامض يساعد على مرور البكتيريا مع الطعام الى الامعاء الدقيقة، اذ ان وجود كفاية من هذا الحامض المعدي يقتل هذه البكتيريا.
- مرض كرونز crohns disease.
- الحالات المتقدمة من مرض السكري long standing diabetesmellitus.
- بعض الطفيليات في الامعاء مثل جارديا giardiasis.
- مرض الايدز.
- تلاصقات بالامعاء.
- مرض الذئبة الحمراء temic lupus erythematosis.
- التصلب اللوحي scleroderma.
- التهابات البنكرياس المزمنة.
- جيوب بالامعاء الدقية diverticulosis.
- قلة حركة الامعاء عند كبار السن.
- العلاج بالاشعة العميقة.
- نقص في هرمون الغدة الدرقية.
- تلاصقات الامعاء الدقيقة.
وفيما يلي خطوات وقائية لنقص ب 12:
1- فحص تقديري ونسبي لحالة الهيدروكلوريك.
2- فحص فيتامين ب 12 في وعند المرضى الذي يتناولون الادوية التي تقلل من افراز المعدة.
3- يجب ان يمزج فيتامين ب 12 الخبز والحبوب cereals كما هو متبع في الولايات المتحدة.
إن هذا النوع من فيتامين ب 12 يحتاج الى حامض المعدة لامتصاصه، وتجدر الاشارة إلى أن المتطلبات اليومية للانسان هي فقط 2-3 ميكروغرامات (micrograms 2-3) يوميا.
4- يجب علاج بكتيريا الامعاء الدقيقة بالمضادات الحيوية المناسبة، والجدير بالذكر فإن هذه البكتيريا لها مضاعفات اخرى كثيرة من امراض الجلد والحساسية.
5- يمكن الاكثار من منتجات الالبان قليلة الدسم لأن فيتامين ب 12 يتحرك وينطلق من جزئيات البروتين بسهولة نسبيا.