الجاثوم : بين الواقع والخيال
النوم هي تلك الساعات التي نلجأ إليها في نهاية كل يوم كي ننعم بشيء من الراحة، لكنه قد يتحول إلي لعنة أبدية تطاردنا هناك في آخر الليل حيث تجئ ساعة الذئب و حيث يكون الخوف المبهم اسم اللعبة يجئ إلينا "الجاثوم" القادم من أرض الكوابيس السوداء. و"الجاثوم" حسب الأسطورة هو روح شريرة يفترض إنها تنام فوق الأشخاص في أثناء نومهم وتثير الرعب فيهم فتأتي على شكل كوابيس، وأيضاً يوصف "الجاثوم" على أنه وحش مريع يجثم فوق صدور الناس و يخنقهم حتى الموت ، لكن يعتبر حارساً شخصيا أميناً و غير مرتش لمن يملكه ، يرجع أصل الإسطورة إلى القصة التالية:
"كان أحد كهنة أمنحتب الفرعوني يملك سر ذلك "الجاثوم" إلى أن ملكه ساحر نكرومانسي كي يستفيد منه بطريقة شريرة ، مات النكرومانسي و ترك ولده يتيما لا يعلم شيئا عن السر و ظل الجاثوم أسيرا مربوط مصيره بحفيد النكرومانسي الذي لا يعلم عن أصله شيئا".
صفاته الخارجية
له جسم عملاق شكله يبدو كالقرد الضخم ،له وجه أسود بشع ، دائما ما يتعلق بالأسقف كي ينقض على فريسته ، شكله بالمجمل العام كتلة سوداء ضخمة لها أطراف و ووجه شيطاني بشع جدا .
حقيقته
هل شعرت يوما وانت نائم بعدم قدرتك على الحركة ؟ أو اصبت بهلوسات مخيفة، شعرت فيها بأنك مستيقظ ولكنك لا تستطيع الحراك؟!. إذا كنت قد مررت بهذه التجربة المرعبة فلا تخاف واليك تفسير ما اصابك يشير العلماء الى هذه الحالة، بالجاثوم، أو الشلل النومي Sleep Paralysis وهي حالة تستغرق ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أوحتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج. أظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر. وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر. ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة. ومن الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)،وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات يعني :أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز، وعضلات العينين. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالنا إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظنا من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية(ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ماحوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً. وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك.
وأخيراً ...شاعت الكثير من التفسيرات الغريبة للموضوع منها من اقتراب ساعة الموت ، وحتى ظن البعض الآخر بأن جنّي أو عفريت يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي. كما أنه لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعي وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.